dimanche 6 mai 2012

بحّارة جربة يستغيثون

الإنتهاكات البيئيّة بجزيرة جربة لا تعرف الفرق بين الأرض و البحر، فبعد التعدّي على حرمة المواقع الأثريّة و المعالم التاريخيّة بالتخريب و السرقة و النّهب و جرف التربة و إستيلاء بعض الأفراد على الملك العمومي و البناء عليه أو التفريط فيه بالبيع، هاهي اليد الآثمة للمفسدين تطال البحر و الثروة السمكيّة. و هي ليست بالشيء الجديد بجزيرة جربة، و لكنّها وجدت من الأجواء العامّة للبلاد في هذه الفترة من غياب تامّ تقريبا للرقابة القانونيّة مناخا مناسبا لتتكائر وسط لامبالاة من السلط و سخط كبير من بحّارة جربة و خاصّة أولئك التابعين لنقابة الصيد البحري بحومة السوق جربة.
و من المعلوم يعتبر نشاط الصيد البحري من أهم مميزات جزيرة جربة نظرا لامتداد سواحلها ووفرة الثروة السمكية فيها إذ يشغل القطاع الآلاف من العمال ويمثل مورد رزق أساسي لمئات العائلات من داخل جربة وخارجها.
من أهمّ مطالب بحّارة جربة:
  • المنع التّام للمراكب الكبيرة (البلانصيات) من الصيد في المياه قليلة العمق، فكما هو معلوم ما لذلك من تاثير سلبي على الثروة السمكيّة للطرق المستعملة في الصيد من طرف هذه المراكب و خاصّة الكركارة.
  • مزيد الدعم لصغار البحّارة لتجهيز مراكبهم لمردوديّة و إنتاجيّة افضل.
  • توسعة ميناء حومة السوق، و هو من أقدم موانئ الصيد البحري بالجمهوريّة التونسيّة و مع ذلك فهو لم يحظى بالإهتمام اللازم من ناحية التجهيزات و البنية التحتيّة، على عكس الميناء السياحي المحدث أخيرا، و الذي يطالب البحارة باسترجاعه. و قد تمّ إنجازه قصد مزيد الترويج للمارينا، التي أخذت حيّزا كبيرا من ناحية الدعم المادي على حساب قطاع الصيد البحري و لم يثبت مردوديته إلى حدّ الآن.
  • دعوة السلطات للتصدّي للصيد العشوائي، و تطبيق القانون بكلّ صرامة على الدخلاء على مهنة الصيد البحري و الذين يملكون مراكب صيد بدون وثائق مهنيّة أو رخص.
  • القضاء على المحسوبية و الرشوة، و التي كانت سبب كبير لتدهور القطاع، حسب رأيهم، و خاصة على مستوى سلطة الإشراف على الميناء: الحرس البحري.
  • الحدّ من ممارسات بعض المنشآت السياحية المتمثلة في مدارس تعليم الرياضات البحرية التي تتواجد في مناطق الصيد عوضا عن المنطقة السياحية حيت تزعج البحارة وتعطل الصيد وتشكل خطورة قصوى على سلامتهم لعدم احترامها المناطق الخاصة بها كما تعتبر المياه قبالة تلك المدارس مناطق صيد محرمة على البحارة وحكرا على أصحابها وحرفائهم من السياح.
و قد قام البحّارة في الآونة الأخيرة بتوحيد جهودهم في صلب نقابة الصيد البحري بحومة السوق جربة، و إرساء خطّة عمل لتحسين أوضاعهم و ذلك بالإتّصال بالسلط المعنيّة و بمراسلة مؤسسات الحكومة المختصّة للنظر بصفة عاجلة في وضعيّتهم و تحسينها، لما له من إنعكاس على نشاط الصيد البحري بالجزيرة.

    Aucun commentaire:

    Enregistrer un commentaire