lundi 11 juin 2012

هل تغرق سفينة "أوليس أف أم"؟؟؟

راديو "أوليس أف أم"، قصّة نضال كبير قبل الثورة و بعدها، وُلدت من رحم حبّ جربة و إرادة نشر صوتها و التعريف بها و بتراثها و عاداتها و تقاليدها و نقل أخبارها.
قبل الثورة تعرّض راديو "أوليس أف أم" إلى العديد من المضايقات الإداريّة و الأمنيّة، و لكنّه لم يتوقّف عن البث على شبكة الأنترنات، بفضل فريق من الصحفيين الهواة آمنوا بالرسالة المنوطة بعهدتهم و عرفوا كيف يشدّوا المستمعين إليهم.
فرح الجرابة بهذا المولود الإعلاميّ الجديد، فشجّعوه و تابعوا البرامج المقدّمة بكلّ شغف و حبّ من داخل الوطن و خارجه، يجمعهم في ذلك حبّ جربة و الإستبشار بصوت جديد ينقل مشاغلهم و أرائهم، حتّى أنّ البعض منهم أسّس "خليّة أحبّاء راديو أوليس أف أم".
و بعد الثورة تحقّق الحلم، و تحصّل راديو "أوليس أف أم"  على التأشيرة و على رخصة البث على الأف أم، و كان الرهان الكبير هو فرض وجود هذا المكسب بين بقيّة الإذاعات الجهويّة حديثة النشأة، و السعي إلى تطويره و الرّقي به ليكون خير منارة إعلاميّة تُعنى بجزيرة جربة.
و لكن على عكس المتوقّع، يعاني راديو "أوليس أف أم" من إنتكاسة رهيبة، بعد إنسحاب عدد من مقدّمي البرامج الذين كان لهم الفضل الكبير في تأسيسه و التعريف به، و أحبّهم المستمعون و تتّبعوهم بكلّ لهفة و حبّ.
فريال الزين، عادل بوطار، رامي جابالله، يسرى راشد، وائل راشد، سامية بيولي، حفيّظ عبّاسي: إنسحبوا ليتركوا فراغا شعر به كلّ متتبّع للراديو.
و بالرغم من المجهود الذي يقوم به الفريق العامل بالراديو الآن، لوحظ بكلّ وضوح انحرافا في "الخط التحريري" الذي كان يأمل أحبّائه أن يتبعه و هو الإلتزام بنقل أخبار جربة و التعريف بمشاكلها و مشاغلها، و ليس نقل أخبار الجنوب الشرقي كما لوحظ على طريقة عمل الراديو و خاصة على صفحته الرسمية على الفايسبوك.
و لكن عدم الإكتفاء بجربة و نقل أخبار الجنوب الشرقي قد تسميه إدارة الراديو إنفتاحا على الجهة، و سعيا لتوسيع قاعدة المستمعين.
و لكن ألم يكن من الأجدر العمل على تطوير الراديو داخليّا، و توفير ظروف العمل الجيّدة للإطار العامل بها و خاصّة بأنّ جزيرة جربة في أمسّ الحاجة لمن يستشعر مشاكلها و ينقلها عبر الأثير، و فيها من الزخم الإجتماعي و التاريخي و الثقافي ما يمثّل مادّة دسمة للعمل الإعلامي؟
شعرنا كما شعر بقيّة محبّي "أوليس أف أم" بتراجع في المردود، على عكس ما كان متوقّعا و خاصّة بعد بثّها على موجات الأف أم، فلم نلحظ تطوّرا و لا سعيا للتحسّن.
فهل ستغرق سفينة "أوليس أف أم"؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire